أسيادُ الكون
سُدتْي نِساءَ العالميــنَ وَوُلـدُكِ سُفُنُ النَجـاةِ وَجنـّــةٌ خَضــراءُ
نـورٌ تجلّى والتـفاتــةُ رَحمـَـةٍ مُذْ كانَ ذَرٌ فـي السّما وَضـّـاءُ
أُسطورةٌ حَمـراءُ في ثَغرِ الزَّمـان تَحني الشُمـوسَ وَتُعجِزُ البُلغـــاءُ
صَعقى تَخرُّ الراسيـاتُ تأدُبـــاً إنْ مـَـرَّ ذِكْرٌ أو دَنـَــتْ ألاءُ
وَمفاخِـرٌ في العَرشِ دامَ بَريقُـها لِكواكـبٍ قالـوا بهـمْ ما شاوؤا
مَولاتـي أيُّ النائبـاتِ أنوحـُـها وبأيِّ حُــزنٍ يَبتـَدي البَكَّــاءُ
بفَجـيعةِ المسـمارِ والبابِ الـذي أضحـى سِياطاً في يـدِ الُّلعــناءُ
فَهَـوى على الأرضِ جَنـاحُ نبـِّينا حيـنَ اعتَـدَوا وَتبايَـنَتْ أهـواءُ
أما مُصـيبةُ هَدمِ أركـانِ الهُدى فالعادياتُ بَكينَها وَسورةُ الأسراءُ
تِلكَ المصـائبُ رَمَقتـُهُنَّ مُعاتِـباً فَسمِعتُ هَمــساً بَينَ ذي الأرزاءُ
رِفْقاً وَخَفِِّفْن الأذى فـيما مَضــى مِـن أنبـياءِ اللهِ والكُــــرماءُ
فالخلـدُ في طـه وَخـيرِ بَريــّـةٍ وَبهـمْ نَحلُّ وَنستـــسيغُ بَقــاءُ
فالمـاءُ يحمـلُ حانياً تابــــوتَـهُ ولأُختِ موسـى يُنصِـتُ الأعـداءُ
والسِبـطُ مَسمـومٌ وَيـُرمى نَعـشُهُ وَعـن النَـبـيِّ يَردُهُ السُـفهـاءُ
وابنُ الخَـليلِ يُرَدُّ عـن أوداجـهِ سَهـمُ المَنـيةِ دِرعُـهُ الأصـداءُ
وَدمٌ يُراقُ علـى الفَـلاةِ مـُدويّـاً وَلهُ إنبـرَتْ بسـيوفِها الجـُـهلاءُ
فـَدَمُ الحُسـَينِ مُحـَمدٌ في وَحـيهِ قَد قَطـَّعَـتهُ جـَماعـةٌ رَعْـنـاءُ
وَدَمُ الحُسَـينِ مَصاحِفٌ فَوقَ القَنا وَتَمزَّقـَتْ بِحـروفِـها الأشـــلاءُ
حُـورُ الجِـنانِ تَلَقـَّفَـتْهُ بأيْـدِها نَصَبَـتْ بِـفـردَوسِ الألهِ عَـزاءُ
مـَنْ قالَ إنَّ الرأسَ تَحمـلهُ القَـنا بَل أنبيـاءُ اللـهِ جَـمــعاً جاؤوا
مُوسى وَعيسى والخـليلُ حواسـرٌ يَحيـى ومَريـمُ وامهُـمْ حـَــواءُ
سِبـطُ النَـبيِّ بِكربـلاءَ مُرَمـَّـلٌ وَلِخـيلِ وِلْدِ الزانيــاتِ وِطــاءُ
أيـوبُ من هـَولِ المُصيبةِ جازعٌ نـُوحُ ارتـداها حُـلَّةً سـَــوداءُ
عَجـَباً من السَّبعِ الشِّـدادِ رَواسِخٌ وَبنـاتُ طـه أكُـفــهُـنَّ وِقـاءُ
مَـولاتي والسـبطُ العلـيلُ مُقـّيدٌ وَمـحامِـلُ الأيتـامِ والشُـهــداءُ
بمُصيـبةٍ يـَسرونَ نَحوَ مُصيــبةٍ والكَـونُ يُصغـي وَاذْنـُهُ صَمَّـاءُ
وا لَهفَ نَفْسـي ما لقلبكِ حـيلةٌ فَلَقَـدْ رَأيـتِ من السعـودِ جَـفاءُ
خَـجِلٌ أتَيـتكِ والدموعُ وَسيلتي وَمِن الـذي أبكـاكِ نحـنُ بـَراءُ
جَـمرٌ تَوَقـَّدَ في الحَـشا لعزائِكِ وَلكِ المَـحاجِرُِ وَالنفـوسُ فـِـداءُ
يا بَضـعةَ المختارِ جُودي وَاعطفي فَـبِبابِكـم يَتـوسـّـلُ الضُـعَـفاءُ
