نسمات الشمال مراقبة قسم
عدد المساهمات : 392 تاريخ التسجيل : 24/04/2009 العمر : 46
| موضوع: دعبل الخزاعي شاعر اهل البيت الإثنين يوليو 06, 2009 6:28 am | |
| هو دعبل بن علي بن رزين الخزاعي نشا في مدينة الكوفة وتعلم القراءة والكتابة في كتاتيب تلك المدينة تي كانت مهد الأدب والنحو والشعر والعلوم اللغوية والدينية، فتنقل بين أيدي علمائها وشعرائها حتّى تمكّن من تهذيب قريحته وصقلها واستطاع بعدها أن يقول الشعر مُجيداً، ثم بدأ يُنمّي موهبته الشعرية حتّى ارتقى إلى الدرجة التي اعتُبر بها شاعراً لا يمكن إغفاله. وعلى هذا لم يترك دعبل الكوفة إلاّ على إثر طلب الرشيد إحضاره، وقد وصل بغداد وعمره يزيد على العشرين ويلاحظ أنه في الفترة التي حدثت خلالها الفتنة بين الأمين والمأمون غادر دعبل وأخوه رزين بن عليّ بغداد بعد أن بويع المأمون وجعل الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام ولياً لعهده فقصد الإمام عليّاً الرضا عليه السّلام في خراسان ومدحه وأهل البيت عليهم السّلام وهو على أشد ما يكون من الفرح والسرور بقصيدته التائية المشهورة المتضمنة للرثاء فضلاً عن المدح ومنها
: مـدارسُ آيـات خـلـتْ مـن تـلاوةٍ ومـنـزلُ وحـي مقـفـرُ العرصـات لآلِ رسـول الله بالخِـيـفِ مـن منـى وبالركـنِ والتـعـريـفِ والجمـراتِ ديـارُ علـيّ والحـسـيـنِ وجعـفـر وحمـزة والسجـادِ ذي الثَّفَـنـاتِ منـازلُ جبـريـلُ الأميـن يـزورهـا مـن الله بـالتسـلـيـم والـرحمـاتِ
كان دعبل قويَّ البنية مبسوط الجسم، قصير اللحية، علا الشيب رأسه مبكراً، كان معروفاً بحسن الإنشاد، وكان كريماً أبيّ النفس رغم فاقته وفقره،وإن شاعراً كدعبل يصف المعتصم ـ مع شدته وقسوته ـ بكلب أهل الكهف بل أدنى منه منزلة، جديرٌ بأن يلقب بالسيف، لأن رجلاً يقول هذا الكلام في حاكمٍ عباسي سفاك يجب أن يُحمل على الرؤوس، لأنه كان يفهم حقيقة ضميره ومسؤوليته.. وهناك بعض من يتهمون دعبل بالزندقة والتظاهر بالتشيع رغبة في كسب المال والشهرة، والواقع يثبت عكس ذلك، فالتشيع ـ كما هو معلوم ـ هو مناصرة أهل بيت النبوة، وإذا كان دعبل ممن يناصر الأئمّة من أهل بيت النبي عليه السّلام فهل يعني ذلك غير إيمانه بالله ورسوله وعترة رسوله صلّى الله عليه وآله والسير على المنهاج الإسلامي القويم ؟ فكيف يجتمع في قلب المرء زندقة وموالاة لأهل البيت النبوي ؟! وإذا كان غرض دعبل هو كسب المال من أئمة أهل البيت عليهم السّلام لكان بمقدوره أن يضع لسانه في سوق الارتزاق كما فعل غيره، ولو فعل دعبل ذلك لفاق أقرانه ولجمع الأموال التي لا يمكن حصرها من الحكّام والأمراء، ولكنه أبى إلاّ أن يضحّي بالغالي والنفيس من أجل عقيدة كان يناصرها ضميره، وليس هناك مجال للتظاهر بالتشيع ما دام التشيّع محارَباً من قبل الحكومة العباسية. وحين هجا دعبل أولئك الذين أكرموه وأحسنوا إليه كالرشيد مثلاً، فلأنه كان يفهم جيداً أن ذلك ليس إحساناً قبل أن يكون وسيلة لشراء الضمائر والتسلط على ألسنة الشعراء لم يكن دعبل قليل الوفاء، ولم يضلّه المال كما أضلَّ غيره من قبل، وهجاؤه لمناوئي أهل البيت لم يكن بدافع شخصي أو مادي قط، وإنما كان بدافع العقيدة الذي يملي عليه ذلك، بغضّ النظر عن سوء النتائج أو حسنها، وقد أصرّ على ما هو عليه دون أن يتردّد أو يقلّ من عزمه حدّ. وكان يؤمن بأن الشعراء الذين يقولون ولا يفعلون هم ليسوا من المؤمنين الذين يستحقون الجنة والخلود، لذلك نلاحظ أنه يتخذ أشعاره سلاحاً في عقاب الحكّام العباسيين لإظهار مساوئهم ومعايبهم وحقائقهم التي يخفونها وراء أقنعتهم، ، فقال في خلفاء بني العباس مصوّراً ما هم عليه من مطاردة لأهل البيت وتعذيب ونهب وتقتيل:
أرى أميّـة مـعـذوريـن إن غـدروا | | ولا أرى لبنـي العبـاس مـن عُـذُرِ | قتـل وأسـرٌ وتـحـريـقٌ ومـنهبـةٌ | | فعلَ الغزاةِ بأرضِ الرومِ والخَزَرِ |
فهو يعذر بني أمية في أفعالهم حيال بني هاشم لانهم يبغضونهم ويخالفونهم في الدين والسياسة، ولكنه لا يرى لبني العباس من عذر فقد ناصرهم العلويون في قيام دولتهم ونجاح ثورتهم، وكانوا يحقدون على بني أمية لتقتيلهم آل البيت وما قاموا إلاّ لأخذ الثأر الذي رفعوه شعاراً ولكنهم فاقوا ما فعله الأمويون
اما وفاته فكانت قتلا بتوجيه من المعتصم الذي طالما هجاه دعبل في اشعاره ومنها اخر قصيدة قالها فيهم
ملوك بني العباسِ في الكتبِ سبعةٌ ولم تأتِنـا عن ثامـن لـهمُ كُتـبُ كذلك أهل الكهفِ في الكهفٍِ سبعة خيـارٌ إذا عُـدُّوا وثامنـهم كلـبُ وإنـي لأُعلـي كـلبَهم عنك رفعة
لأنَّك ذو ذنْب وليس له ذنْـبُ ٌ
| |
|
مصطفى (M.G.S) عذو مميز
عدد المساهمات : 408 تاريخ التسجيل : 17/06/2009 الموقع : من بيتنة
| موضوع: رد: دعبل الخزاعي شاعر اهل البيت الإثنين يوليو 06, 2009 4:20 pm | |
| اللهم صل على محمد وال محمد بارك الله بيج الموضوع روعة ونحن بانتظار المزيد | |
|