فقط عندما بكت فاطمة ..هنالك دعى رسول الله ربه !

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
((السلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ))
لقد عرف نبينا نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم بالرحمة والرأفة حتى على أعدائة الذين قاسى منهم أشد أنواع العذاب والتنكيل مما دعاه أن يقول صلى الله عليه وآله وسلم من شدة الأذى ما ؤذي نبي مثلما أُذيت ....

والكل يعرف تلك الحادثة في غزوة أحد والتي شُج فيها جبين نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وكسرت رباعيته ..فأمره بعض قومه أن يدعوا على جيش الكافرين .. فرفع نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يديه فقال : (( اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون)) ..نعم هكذا كان ديدن نبي الرحمة مع قومه ....

ولكن مع هذا لقد دعا النبي صلى الله عليه وآله على قومة مرة واحده .حتى يصفها الراوي فيقول: وأني لم أسمع رسول الله يدعوا على قومة إلا مرة واحده ... فمتى ياترى دعا نبي الرحمة على قومه . وهل كانت من أجل إيذاء نفسه المقدسة؟

فقد روي عن عبد الله بن مسعود أنّه قال : ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا على قريش غير يوم واحد، فإنّه كان يصلّي ورهط من قريش جلوس ، وسلى جزور قريب منه ، فقالوا : من يأخذ هذا السلى فيلقيه على ظهره ، فقام رجل ـ وهو عقبة بن أبي معيط ـ وألقاه على ظهره فلم يزل ساجداً حتى جاءت فاطمة (عليها السلام) فأخذته عن ظهره فقال (صلى الله عليه وآله) : « اللهمّ عليك الملأ من قريش ، اللهمّ عليك بعتبة بن ربيعة ، اللهمّ عليك بشيبة بن ربيعة، اللهمّ عليك بأبي جهل بن هشام، اللهمّ عليك بعقبة بن أبي معيط، اللهمّ عليك باُبي بن خلف واُمية بن خلف ».

قال عبدالله بن مسعود : فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعاً ثم سحبوا إلى القليب غير أُبي بن خلف أو اُمية فإنّه كان رجلاً ضخماً فتقطع.


نعم لقد كانت فاطمة عليها السلام ترى ما يصنع هؤلاء بأبيها فتسرع إليه ولهة قلقة جزعة متألمة، تفيض دموعها على خديها فتبذل ما بوسعها وطاقتها لتزيح هذه الأوساخ عن كتفي أبيها. ...وهنالك دعا نبي الرحمة ربه ... فانتقم