بشرى للموالين يزيد بن معاوية بالجنه

ه السلام قائلة: فيقال أن يزيد دمعت عيناه.....
وهذا الأسلوب يشعر بالتمريض في النقل وتضعيف القول،ولو كان ذلك مرتبطا ومنسجما مع الحدث لقالت:فدمعت عيناه.
ثانيا: الملك أو الحاكم لأي دولة عندما يسير جيشا كبيرا كما سيره يزيد بن معاوية، إلى من اعتبره عدوا له وخارجا على دولته وملكه،فإن هدفه قطعا وعقلا وهذا مايقر به العقلاء أن يقضي على هذه الحركة ويبدد شملها ولا يتم ذلك إلا بقتل قائدها ، أما لو أن قائدها لم يقتل أ ولم يؤسر ويعدم بعد ذلك فإن الحركة تواصل مخططها ،فالقول بأنه يرضى بما دون قتل الحسين ليس في محله.
ثالثا : عندما يبشر أي ملك أو طاغية من طواغيت الدنيا بأن من سير له الجيش للقضاء على حركته ،قد تم قتله والقضاء على حركته فإن دمعته التي سالت من عينيه هي أقرب إلى دمعة الفرح والسرور منها إلى الحزن والأسف.
رابعا: لو كان يزيد قد دمعت عيناه حزنا على قتل الحسين عليه السلام،وتأسفا على سفك دمه،ودم أهل بيته الطاهرين لبادر إلى فعل يدل على ذلك،ولأقدم على تنفيذ حكم القصاص والإعدام لابن مرجانة،وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن ومن لف لفهم من من رموز الإجرام وسفك الدماء دون حق.
وليعلم كل شخص منا أن كل من يدين بأمر ويؤمن بمبدأ فإنه لا يرضى لمن يلوذ به أن يرتكبه ،بل وإذا خالفه من له عليه يد فإنه يعاقبه بما يمكن أن يكون علاجا للمسألة.
خامسا: إذا كان يزيد قد دمعت عيناه حزنا على قتل الحسين عليه السلام ،فلماذا أباح المدينة المنورة مدينة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لجيشه ثلاثة أيام حتى فض من بناتها ألف بكر، وقتل فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله؟
ولماذا ضرب الكعبة وأحرقها؟
أفمن تدمع عيناه على قتل الحسين عليه السلام يقدم على إباحة المدينة وضرب الكعبة؟
سادسا : إن يزيد بن معاوية هو الذي نصب ابن مرجانة واليا على الكوفة وهو يعلم من هو في إجرامه وبغضه لأهل البيت عليهم السلام، ثم إن المراسلات بينه وبينه منذ مواجهة الحركة في الكوفة حتى خوض الحرب في كربلاء وانتهاء بقتل الحسين عليه السلام وسبي ذريته كل ذلك كان يزيد على علم به، وهل يستطيع وال أو قائد أن يتصرف بمثل هذه التصرفات دون علم الملك أو الحاكم وهو من ولاه والقادر على عزله وقتله في أي وقت؟
سابعا: الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام فيمن دمعت عيناه على الحسين عليه السلام فله الجنة ، إنما تعني من كان مسلما محبا للحسين يفديه بروحه فهو يتأسف على قتله إذ لم يستطع أن ينصره ويفديه بكل ما يستطيع ،ولا علاقة لهذه الروايات بمن كان مجرما وفاسقا، أو كان كافرا،فكيف بيزيد وهو الذي سير الجيش لقتله والقضاء على حركته الدينية ،خوفا من انتشار دين الإسلام الذي جاء به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله؟
فهناك شرط أولي وهو الإسلام وحب الحسين عليه السلام والتضحية من أجله،وهذا غير متوفر في يزيد مطلقا.
ثامنا: إن الجنة لا يدخلها من قتل نفسا بريئة من عموم الناس بل مأواه جهنم خالدا فيها،فكيف بمن يقتل سيد شباب الجنة وريحانة النبي وابنه الذي كان ( ص ) ينزل من المنبر ليحضنه إذا رآه قد دخل المسجد وهو طفل صغير أمام كل الصحابة، قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93
تاسعا: لوكان دخول الجنة بمثل هذه الكيفية والبساطة فكل من دمعت عيناه على الحسين دخل الجنة وإن كان كافرا أو فاسقا أو مجرما أو عدوا قاتلا للمؤمنين أو سفاكا ونهابا لكان ذلك طريقا لانتشار الجريمة.
وينبغي أن نتعلم كيفية التعامل مع الروايات إذ هناك مقدمات أولية لابد أن تتوفر فيمن أحب الحسين أو دمعت عيناه على الحسين ، أو صلى صلاة جعفر أو صلى ركعتي ليلة القدر،وهكذا.
عاشرا وأخيرا: حتى تتم الحجة على خصمك لا بد وان تنقل هذا الحدث الذي تحتج به عليهم من مصادرهم الموثوقة والمحتج بها، أما أن تنقل ذلك من مصادرك الضعيفة وتستدل به على خصمك فهذا خلاف حقيقة الاستدلال وفن البرهان والانتصار على الخصم،فإذا أراد هؤلاء أن يثبتوا أن يزيد قد دمعت عيناه على الحسين عليه السلام ومن دمعت عيناه على الحسين مطلقا دخل الجنة فلينقلها من الكتب المعتبرة لدى شيعة أهل البيت عليهم السلام بسند صحيح.