اننا نعرف انه كان في الامة الاسلامية خطان .الاول خط الرسالة اي خط الفئة الثورية الاصلاحية التي اعتمدت على السلاح حينا وعلى العمل السري حينا اخر في سبيل تغيير المجتمع . اما الخط الثاني فهو خط الذين تماشوا مع الواقع الفاسد واستسلموا للقيادات المنحرفة على امتداد التاريخ ولكل خط منطق خاص به فالطبقة الحاكمة والذين يستسلمون لها والمنتفعون منها لهم منطق بينما الطبقة المحكومة والثوار لهم منطقهم الخاص ايضا منطق الخط الرسالي هو منطق الثورة على الواقع الفاسد بينما منطق الخط المضاد يدعو الى الاستسلام والقبول بالامر الواقع وهذا ممتد امتداد التاريخ ولكي يبرر اتباع الخط المضاد للرسالة تقاعسهم وانهزامهم من تغيير الواقع كان عليهم ان يلصقوا بالخط الرسالي الوان التهم مثل انهم سراق وقتلة ومتمردون ويسبون الصحابة وانهم انحرفوا عن الدين وغير ذلك هذه التهم اختلقها الخط المعادي للرسالة والصقها بالخط الرسالي لسبب بسيط ان ذلك الخط كان حاكما وكان للحكم منطقة والخط الرسالي كان ثورة وكانت الثورة لها ضريبتها فمثلا يزيد بن معاوية عليه اللعنة ولكي يثبت حكمه وسياسته اتهم الامام الحسين عليه السلام بالخروج والتمرد وشق عصى المسلمين وانه صاحب فتنة لذلك يجب ان يحارب اما اليوم فقد ذهب ذلك الواقع الفاسد الذي تمخض عنه تلك التهم الرخيصة ضد الامام الحسين عليه السلام فيزيد قد مات وال مروان والذين جاروا قد ذهبوا وكذلك بنو العباس الذين وقفوا نفس الموقف المعارض للحركة الرسالية قد انتهوا والامر من ذلك اولئك الذين يكتبون التاريخ الرسالي يقعون في نفس الاخطاء التي يقع فيها المؤرخ السلطوي فمثلا بعض المؤرخين حينما يكتب عن المختار بن ابي عبيدة الثقفي فأنه يكرر نفس الاقوال التي قالها عن مصعب بن الزبير قاتل المختار ومن عجيب امر الدنيا ان رجلا مثلا مثل ابي الفرج الاصفهاني الذي لا ينتمي الى الخط الرسالي مؤلف كتاب مقاتل الطالبين حينما يذكر قصة زيد بن علي فأنه ينقل رواية عن الرسول (ص)انه قال للامام الحسين عليه السلام يخرج رجل من صلبك يقال له زيد يتخطى هو واصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بغير حساب وايضا ينقل قوله (ص)يقتل رجل من اهل بيتي لاترى الجنة عين رأت عورته . هذه الروايات ينقلها ابو الفرج الاصفهاني بينما يتكلم رجل يدعي انه رسالي عن زيد بن علي فيقول نحن لانعلم ان زيد كان على الحق او على الباطل او ان ثورته كانت صحيحة ام لا -------------- لماذا التشكيك في ثورات زيد ويحيى والمختار ؟لماذا يشك هؤلاء في ثورات صحيحة في التاريخ ولماذا يعطون الحق ليزيد بن معاوية ومصعب بن الزبير وعبد الله بن الزبير ومن اشبه المتسلطين على رقاب المسلمين في قتلهم لزيد ويحيى والمختار والسبب في ذلك يرجع الى ان ذلك الكاتب المدعي للرسالية حينما يكتب فأنه يخضع لخلفية فكرية خاطئة ورثها دون تمحيص وتحقيق ولكي ندافع عن حق المظلومين يجب علينا دراسة التاريخ بالدفاع عن هم كزيد والمختار وحجر بن عدي وغيرهم ممن ظلمهم التاريخ بحقهم الذي يتهمهم البعض دون تمحيص وتدقيق فأذا استطعنا ان نغير هذه النظرات الخاطئة عن اولئك فأننا ننسف بتلك الخلفيات غير الصحيحة الموجودة في ذهنيات الناس وبالتالي نغير من اتجاه المجتمع ونجعله الى الامام ابدا--------- والحمد لله رب العالمين
