هناك ميزة تتمتع بها حركة الانبياء عليهم السلام وهي مواجهتهم للطواغيت في عصورهم وذلك من خلال الوقوف بوجههم وانقاذ الناس من الشرك وعبادة الاوثان وانصاف الحق للمظلومين وردع الظا لمين بكل الوسائل والطرق فنأخذ مثلا النبي أبراهيم عليه السلام قال تعالى(واتلوا عليهم نبأ ابراهيم أذ قال لآبيه وقومه ماتعبدون اصناما فنضل لها عاكفين ثم قال تعالى أفرأيتم ماكنتم تعبدون أنتم وأباؤكم فأنهم عدو لي الارب العالمين,
أن كلمة فأنهم عدو لي كانت رفضا صارخا لآقوى سلطة متحكمة في قومه وقارع النمرود بكل جبروته حتى تمكن من احقاق الحق لقومه وثم بعد ذلك امر الله موسى عليه السلام فقال تعالى (أذهب الى فرعون انه طغى )والوقوف بوجهه بعد ان تمتدى وادعى الربوبية حتى وصل به الحال فقال انا ربكم الاعلى وكيف شد الله سبحانه وتعالى ازر اخيه بهارون من اجل الوقوف بوجه اعتى طاغية والتخلص منه وانقاذ بني اسرائيل من الشرك بالله ثم جائت حركة يوسف عليه السلام الرسالية كيف تمكن من الوقوف بوجه الطواغيت من كهنة معبد امون وتمكن من تحطيم اصنامهم واقامة حكم التوحيد في مصر رغما عن انف الجبابرة والطواغيت وكذلك سائر الانبياء عليهم السلام هذا ديدنهم في تبليغ الرسالات السماوية للناس وانقاذهم من الضلال.
اما نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم فقد تحمل العبأ الكبير في تبليغ رسالته فقد كان يواجه من جهة ائمة الكفر والشرك بالله وعبدة الاوثان ومن جهة اخرى واجه العصبية القبلية التي كانت سائدة انذاك ولكن بحكمته ووعيه للمسؤلية فقد تمكن من ذالك واستطاع ان يرفض سلطة الاقلية المستكبرة في جميع ابعادها الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ولايكتفي الرسول(ص)بالرفض بل يضع نظاما توحيديا متكاملا وكان شعاره (قولوا لااله الا الله تفلحوا)فالانبياء عليهم السلام جاؤا لينذروا الناس بالنار ويبشروهم بالجنة .
وقد يتسائل سائل ماهو دور النبي عيسى عليه السلام وماهي حركته الرسالية الكبرى .
بالتأكيد له كل الدور المهم التي تعول عليه الامة الاسلامية فهو المدخر دون سائر الانبياء عليهم السلام واختصاص السيد المسيح بهذا الادحار له سر أذ انه يكشف عن المواجهة الرئيسية المهمة للامام المهدي عليه السلام ستكون من دول الغرب التي تدين للسيد المسيح عليه السلام فيكون ظهوره وصلاته خلف الامام (ع)حجة ضدهم ويجردهم من كل حق في هذه المواجهة وعندئذ سيذعنون للامام (ع)لوضوح حقف وباطلهم وهو يكشف عن درجة من درجات الايمان لدى المسيحيين اذ انهم سيتبعون الحق عند اقتناعهم به اما اليهود الذين سيكونون المحرضين لدول الغرب فأنهم يدفعون المسيحيين نحو المواجهة فأنهم متمردون على نبيهم (ع)ولايطيعونه فلا ينفع بقاءه لليوم الموعودوهذا مانراه اليوم في التحكم اللوبي الصهيوني في الادارة الامريكية قال تعالى في بيان الفرق بين اليهود والمسيح (لتجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركزا ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لايستكبرون)وفال تعالى ( ومالنا لانؤمن بالله وماجاء نا من الحق ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها )
واعتقد ان كل مسيحي غير قاسي القلب سوف يتفاعل مع هذا النص كما تفاعل النجاشي ملك الحبشة مع المهاجرين الاوائل بقيادة جعفر بن ابي طالب ع .
اما نحن الامامية بالذات نرتبط با لمسيح (ع)برابطة اضافية لكون الناصر المدخر لليوم الموعود وهو عنصر مهم في حركة الامام (ع) فالحديث عن السيد المسيح جزء من قضيتنا المصيرية اعني يوم الظهور المبارك فقد اخرج البخاري عن ابي هريرة قال رسول الله (ص) كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم ) ومن لطف الله تبارك وتعالى اذعان الامم المسيحية وتسليمهم للامام 0ع9وهم يشكلون نسبة كبيرة من البش وذلك حين يثبت لهم بالحجة البالغة انه هو المسيح يسوع نفسه وان الانجيل والتوراة انما هي هكذا وليست على شكلها الذي كان معهودا وان نتيجة ذلك سوف يتيسر الفتح العالمي بدون قتال بل نتيجة للايمان بالحق ومن دواعي ذلك ان الجانب الفكري في الفتح العالمي سيكون اوسع بكثير من الجانب العسكري وهذا بداية مانراه بل اوسع من ذلك اليوم حيث اتاحت شبكات الاتصال العالمية فرصة التعرف على عظمة الاسلام لكل البشر بيسر ولااريد ادخل بتفاصيل اكثر لان ذلك يأخذ وقت طويل جدا بل احب ان اختم ذلك بأن الحركات الرسالية للائمة المعصومون عليهم افضل الصلاة واتم التسليم هو امتداد للرسالات السماوية وان تعددت الادوار ولكن الهدف واحد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلية وعلى اله الطيبين الطاهرين
9
