قَالُوا أَتُفْطِرُ يَا فَتَى قُلْتُ الْهِلَالُ مُغَيَّبُ
والنُّورُ وَدَّعَ أَرْضَنَا لَمَّا جَفَاهَا الصَّيِّبُ
وَالْحُزْنُ لَفَّ مَضَارِبَاً فِيْهَا الْجَمَالُ الأهْيَبُ
فِيْهَا الْبَلَاغَةُ وَالْتُقى فِيْهَا السَّقِيْمُ يُطّبَّبُ
فِيْهَا الوَصِيُّ بِنَفْسِهِ يُقِمِ الصَّلَاةَ وَيَخْطِبُ
كُوْفَانُ يَا بَلَدَ الهُدَى مَا بَالُ دَمْعِكِ يُسْكَبُ
مَا بَالُ فُجْرِكِ مُظْلِمٌ وَالوَضْعُ فِيْكِ مُقَلَّبُ
قَالَتْ وَفِي أجْفَانِهَا رِقْرَاقُ دَمْعٍ يَهْرُبُ
أنَّى يَكُونُ لِعِيْدِنَا طَعْمٌ وَلَوْنٌ يُطْرِبُ
وَالْمُرْتَضَى مِحْرَابَهُ خَالٍ يَأِنُّ وَيَنْحَبُ
بِالأمْسِ غُيِّبَ حَيْدَرٌ لَمَّا رَمَاهُ الأجْرَبُ
أبْكَى عُيونَا تُرتَجى فَكَّ الْبَلَى إذ يَصْعَبُ
يَبْكِيْهِ آلُ الْمُصْطَفى حُزْنَاً وَتَبْكِي زَيْنَبُ
وَالْخِضْرُ يَجْهَشُ بَاكِيَا عِنْد الأمِيرِ وَيَنْدِبُ
لَبَسَت لأجْلِ مُصَابِهِ ثَوْبُ الْحَزَانى يَثْرٍبُ
يَا قَاتِلَ الْكَرَّارِ إنَّ دِمُوعَنَا لَا تَنْضِبُ
هَذَا وَصِيُّ مُحَمَّدٍ هَذَا الْهِزَبْرُ الأصْعَبُ
يَرْعَاكَ فِي أسْرٍ وَلا يُثْنِيْهِ أنَّكَ ثَعْلَبُ
فَانْظُرْ قَتِيلَكَ إنَّهُ مِنْ بعْدِ شُرْبِكَ يَشْرَبُ
زَوْجُ الْبَتُولِ وَهَل لَهُ نِدٌّ تَلِدْهُ يَعْرُبُ