[size=سارت تتوكأ على عكازها تسير بسرعة عندما اخبروها انهم وجدوه ركضت تحلم برؤيته بعد طول انتظار
وترى طوله الفارع وعيناها اللتان يكادان لايبصران شيءا اصبحا يشعان فرحا هرولت هي ومئات الامهات
ودخلن ذلك الوادي الكبير ولكنهن لم يجدن الشباب لم يجدن اولادهن بل وجدن اكواما من العظام !!! اختلطت ببعضها تشكو البعاد والغربة ! عظام الابن العزيز! فانحنت كل ام تشم الهياكل وتبحث عن عطر ابنها عن رائحته
عن عيناه عن ضحكاته عن احلامه تبعد التراب بيديها عن المحيا الجميل الذي سلبوه احلامه تحاكيه تعاتبه
تخبره ان ابوه بانتظاره وان اخوته يحلمون بعودته تخبره انها لم تترك مكانا لم تبحث فيه عنه ولم تترك
شخصا لم تساله فينظر اليها الهيكل بشموخ ويقول انا في كل مكان . دمي في كل مكان . روحي في كل مكان
رويت عطش ارضي بدمي وحققت احلام اخوتي وابي بالفخر وبرفع رؤؤسهم انا هنا وقد زادت يد الجلاد
اجراما معي .خاف الجلاد من شجاعتي وصبري فتحول وحشا . وزاد ميزان خسرانه امام الله .. امي لن ينساني وطني على مر الدهور وسينبت فوق ارضي في مكاني واصحابي ملايين الزهور سوية صرنا فداءا للوطن وسوية سيخلدنا التاريخ فلا تحزني اماه يا حبيبتي واكتبي فوق قبري بطل من ابطال المقابر الجماعية.
24][/size]
