زواجها بعلي ( ع )
في كشف الغمة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لو لا أن الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين (عليه السلام)، ما كان لها كُفء على وجه الأرض, قال: وروى صاحب كتاب الفردوس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو لا علي (عليه السلام) لم يكن لفاطمة (عليها السلام) كفء.
وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الجزء الثامن من الطبقات الكبير بسنده، أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنتظر بها القضاء، فذكر ذلك لعمر، فقال له: ردّك، ثم إن أبا بكر قال لعمر: إخطب فاطمة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخطبها، فقال له مثل ما قال لأبي بكر: انتظر بها القضاء، فاخبر أبا بكر فقال له: ردك، وبسنده عن بريده أنه قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة!، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلم عليه فقال: ما حاجه ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: مرحبا و أهلا، لم يزده عليهما، فخرج على أولئك الرهط وهم ينتظرونه، فقالوا ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا، قالوا يكفيك من رسول الله إحداهما، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لفاطمة: إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته وفضله في الإسلام، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه واحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا، فما ترين؟ فسكتت، فخرج وهو يقول: الله اكبر، سكوتها إقرارها.
جهازها عند زواجها:
أما جهازها (عليها السلام) فقد ذكروا أنه: قميص بسبعه دراهم، وخمار بأربعة دراهم، وقطيفة سوداء خيبرية، وسرير مزمل بشريط، وفراشان من خيش مصر، حشو أحدهما ليف وحشو الآخر من صوف الغنم، وأربع مرافق من أدم الطائف حشوها اذخر، وستر رقيق من صوف، وحصير هجري، ورحى لليد، ومخضب من نحاس، وهو إناء تغسل فيه الثياب، وسقاء من أدم، وقعب للبن وشن للماء، ومطهره مزفته، وجرة خضراء، وكيزان خزف، ونطع من أدم، وعباءة قطوانية وقربه ماء، فلما عرض ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جعل يقلبه بيده ويقول: بارك الله لأهل البيت، وفي رواية، إنه لما وضع بين يديه بكى ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف.
شيء عن فدك:
في معجم البلدان، فدك بالتحريك وآخره كاف، قرية بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، فيها عين فواره ونخل كثير، افاءها الله على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سنة سبع صلحا.
وروى البخاري في صحيحه في باب فرض الخمس، عن عائشة أم المؤمنين، أن فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألت أبا بكر الصديق، بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه فقال لها: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، و عاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة اشهر، قالت و كانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبر و فدك و صدقته بالمدينة، فأبى عليها ذلك.
وروى البخاري في صحيحه أيضا في كتاب المغازي، في غزوه خيبر مثله إلى أن قال: فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا و لم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها.
وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عروه بن الزبير، أن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرته، أن فاطمة بنت رسول الله سالت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة وعاشت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة اشهر.
وروى البخاري في باب قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا نورث ما تركناه صدقة، بإسناده عن معمر عن الزهري عن عروه عن عائشة، أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر، فقال لهما: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول، لا نورث ما تركناه صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال، قال، فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت، وهكذا رواه الإمام احمد عن عبد الرزاق عن معمر، ثم رواه احمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروه عن عائشة، أن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ميراثها مما ترك مما أفاء الله عليه فقال لها: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة وهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، قال وعاشت فاطمة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة اشهر، وذكر تمام الحديث، هكذا قال الإمام احمد ونقله ابن كثير في تاريخه.