هناك مؤرخون كثيرون يدرسون التاريخ للتاريخ ولاهدف لهم الا أضافة مجموعة معارف الى معلوماتهم وهذا الاتجاه هو السائد حاليا عند المؤرخين العلميين بينما أتجاه اخر يقول بأن التاريخ يدرس لهدف وذلك الهدف هو اعادة بناء حياة الانسان ونحن انطلاقا من مفاهيمنا الدينية والرسالية نؤيد القول الثاني والسبب في ذلك أن مواقف الانسان تتعدد وفق رؤاه الى الحياة فمثلا ان الشلب الذي يذهب الى امريكا او اوربا قد يكون من النوع الضعيف الشخصية فحينما يرى مظاهر الحضارة في العالم الغربي فأنه ينهزم نفسيا وهذه الهزيمة تنعكس على سائر نواحي حياته فأذا به يتبع في علاقاته الاجتماعية النمط الاجنبي بينما اذا كان هذا الشاب بالذات يمتلك نفسية شجاعة ومتحدية وكان موقفه امام مايراه في الحياة هو التحدي والتجاوز والاستعلاء فأنه عندما يذهب الى الخارج لايرجع الا بعد أن يؤصل الافكار والقيم التي يحملها الى هناك ويكرسها في نفسه وفي المثال البسيط ترى كيف ان الانسان تتحدد مواقفه في الحياة بناء على رؤاه الفكرية وخلفياته الذهنية التي تكون شخصيته المميزةالتاريخ ينبوع الحضارة::أن من الضروري معرفة تجربة الحياة واذا اراد ان يجرب كل شيء بنفسه فأنه يحتاج الى القيام بملايين التجارب فلولا ان الانسان يستفيد من التجارب السابقة ويستفيد من تاريخه لما كان قد وصل الى ماوصل اليه من التقدم العلمي فهو يبني حياته بما انتهى اليه الاولون وليس يبدؤها من الصفر اذن علينا ان ندرس التاريخ حتى نستفيد من تجارب ابائنا في مختلف القضايا التي تواجهنا