السلام أما بعد :
وجدت قول كثير من العلماء يثنون خيرا على أبي بكر ويذكرون أحقيته بالخلافة , فتعجبت وقلت : أذكر هذه الروايات لعل فيه من يرد عليها ويبطلها أو يسكت عليها ويثبتها .
علي بن إبراهيم القمي في تفسيره :
فى تفسير القمى على بن إبراهيم فى سبب نزول قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1) أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية ، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها ، فقال كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبداً وأنا أفضي إليك سراً فان أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالت نعم ما هو ؟ فقال إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك …الخ تفسير القمى
هذا بيان واضح على إقراره بتولي أبي بكر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . واليكم بعض أقوال علي فيه :
قول على بن أبى طالب و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها , إنه لصاحب الغار و ثاني أثنين , و إنا لنعرف له سنه , و لقد أمره رسول الله بالصلاة و هو حي شرح النهج لابن أبى الحديد 1/332
وقول على بن أبي طالب كما جاء فى النهج جاء أبو سفيان إلى على (ع) فقال : وليتم على هذا الأمر أذل بيت فى قريش , أما و الله لئن شئت لأملأنها على أبى فصيل خيلاً و رجلاً , فقال على (ع) : طالما غششت الإسلام و أهله , فما ضررتهم شيئاً , لا حاجة لنا إلى خيلك و رجلك , لولا أنا رأينا أبابكر لها أهلا لما تركناه شرح النهج لابن أبى الحديد 1/130
جاء رجلاً إلى أمير المؤمنين (ع) فقال : سمعتك تقول فى الخطبة آنفاً : اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين , فمن هما ؟ قال : حبيباى , و عماك أبوبكر و عمر , إماما الهدى , و شيخا الإسلام , ورجلا قريش , و المقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و آله , من أقتدي بهما عصم , و من أتبع آثارهما هدى إلى صراط مستقيم تلخيص الشافي 2/428
هذه الأقوال حبست أنفاسي :?: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفيه قول آخر عن الإمام جعفر الصادق أنه قال :
و جاء عن الإمام السادس جعفر الصادق (ع) انه سئل عن أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ففي الخبر ان رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) , فقال : يا ابن رسول الله ! ما تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ فقال (ع) : إمامان عادلان قاسطان , كانا على الحق , وماتا عليه , فعليهما رحمة الله يوم القيامة إحقاق الحق للشوشترى 1/16
فى نهج البلاغة من قول أبو الحسن رضي الله عنه إنه قد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار , و لا للغائب أن يرد , و إنما الشورى للمهاجرين و الأنصار , فإن اجتمعوا على رجل و سموه إماماً كان ذلك لله رضي , فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه , فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين , و ولاه الله ما تولى نهج البلاغة
إن علياً رضي الله عنه قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر،
وروى علي رضي الله عنه (أننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد) [الاحتجاج الشافي ج2 ص428 للطبرسي
تنبيه : المقصود في الحديث أن النبي هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم,والصديق أبو بكر , والشهيد علي لموته مقتولا شهيدا .
قال علي ابن ابى طالب رضى الله عنه وهو يذكر بيعة ابى بكر الصديق بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم عند انثيال الناس(اى انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب كما قاله ابن ابى الحديد شارح نهج البلاغه) على ابى بكر وإجفالهم (اى اسراعهم) اليه ليبايعوه :قال "مشيت عند ذلك الى ابى بكر ،فبايعته ونهضت فى تك الاحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت كلمة الله هى العليا ولو كره الكافرون ،فتولى ابو بكر تلك الامور فيسر وسدد،وقارب،واقتصد،فصحبته مناصحاً ،وأطعته فيما اطاع الله جاهداً "انتهى <الغارات ج1 ص307 تحت عنوان رسالة علي عليه السلام الى اصحابه بعد مقتل محمد ابن ابى بكر >
فى رسالة اخرى ارسلها الى اهل مصر مع عامله الذى استعمله عليها قيس بن سعد بن عبادة الانصارى يقول"بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي امير المؤمنين الى من بلغه كتابى من المسلمين ،السلام عليكم ..........الى ان قال ثم ان المسلمين من بعده (اى بعد وفاة الرسول الاعظم) استخلفوا امرأين منهم صالحين عملا بلكتاب وأحسنا السيره ولم يتعديا السنه ثم توفاهما الله فرحمهما الله" انتهى <الغارات ج1 ص210 ومثله بأختلاف يسير فى شرح نهج البلاغه لابن ابى الحديد ،وناسخ التواريخ ج3 كتاب 2 ص 241 ط ايران ،ومجمع البحار للمجلسى>
ويقول ايضا وهويذكر خلافة الصديق وسيرته :"فاختار المسلمون بعده (اى النبى صلى الله عليه وسلم) رجلاً منهم ،فقارب بحسب استطاعته على خوف وجد " انتهى <شرح نهج البلاغه للميثم البحرانى ص400
وسئل علي قرب وفاته بعد ان طعنه ابن ملجم من سيكون الامام والخليفه بعدك ؟ فقال "ماأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوصى ،ولكن اذا اراد الله بالناس خيراً سيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم " انتهى <الشافى ص 17 ط النجف >
وما أدهش قول الحسن بن علي حيث قال :
ويقول ابن امير المؤمنين عليّ وهو الحسن ابن على الامام الثانى عند الشيعه والذى اوجب الله طاعته على الشيعه حسب قولهم _يقول فى الصديق ،وينسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال:"ان ابا بكر منى بمنزلة السمع" انتهى <عيون الاخبار ج1 ص313 ،وايضا كتاب معانى الاخبار ص 110 ط ايران
وكان الحسن بن على رضى الله عنه يوقر ابا بكر وعمر الى حد جعل من الشروط على معاويه بن ابى سفيان رضى الله عنهما "انه يعمل ويحكم فى الناس بكتاب الله ،وسنة رسول الله ،وسيرة الخلفاء الراشدين "انتهى<منتهى الامال ص 212 ج2 ط ايران
وكذلك قول الامام الباقر :
ويروى الطبرسى عن الباقر انه قال :"ولست بمنكر فضل ابى بكر ولست بمنكر فضل عمر ،ولكن ابابكر افضل من عمر"انتهى <كتاب الاحتجاج للطبرسى ص 230 تحت عنوان احتجاج ابى جعفر بن على الثانى فى الانواع الشتى من العلوم الدينيه ط مشهد كربلاء >
هذه أقوال أئمة آل البيت منقولة من كتب أتباعهم ..........
والله أعلم